الفنان تامر عبد المنعم المدير العام
عدد المساهمات : 20 نقاط : 64 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: حقا وداعا الزمن الجميل الجمعة أبريل 03, 2009 3:20 pm | |
| انتشر تعبير «الزمن الجميل». أي زمن آخر غير هذا الزمان. ولم يقل لنا أحد متى بدأ هذا الزمن ومتي انتهي. وهل الزمن الجميل لكل الناس. او لبعض الناس. وهل هو اسم زمان او اسم مكان. كأن يقول مثلا: مصر الجديدة ومصر القديمة. ونيويورك ـ اي يورك الجديدة.. ونيومكسيكو أي المكسيك الجديدة ونيو اورليانز ـ اي اورليانز الجديدة. لم يحدد ذلك أحد. وانما الزمن الجميل نقولها ونتنهد على الذي راح ولن يعود.. ولكن يمكن ان يقال ان كل إنسان قد مر في حياته زمن جميل، او عاش زمنا جميلا. ويكون الزمن شهورا أو أياما أو لحظات. وكأن اللحظة الواحدة سنة او سنتان. ولماذا اجعلها صعبة علينا. فلينظر كل واحد منا إلي حياته.. ويفتش عن الزمن الجميل الذي عاشه أو عايشه ويبكي عليه انه ذهب إلي غير عودة. أنا ـ مثلا ـ لا أرى ان طفولتي كانت سعيدة. صحيح ان في طفولتي ما يبعث على الضحك وأحيانا على البكاء وقد نسيت ما كان. والذي اذكره لا يجعلني أتمنى ان يعود، لا أيام الكتاب ـ بتشديد التاء ـ ولا المدرسة الابتدائية ولا الثانوية. ولا حتى الجامعة. وإنما هي تعب وشقاء وحرصي على أن أتفوق في الدراسة.. وقد حدث.. ولكن أحدا من أهلي قد أشعرني بأنني أنجزت شيئا فريدا.. أمي المريضة؟ أبي المريض.. هذا الشعور الدائم بأنني قد ولدت في مستشفى. نومي المتقطع بسبب آهة أبي وآهات أمي. فأنهض من فراشي وفي يدي زجاجة الدواء والملعقة ـ لا سعادة في هذا الزمن.. ثم موت أبي وأمي وأخوتي وكثير من أعز الأصدقاء.. أين الجمال في ان يسألني والدي ان كنت قد نجحت وجاء ترتيبي الأول مع مرتبة الشرف فأقول نعم.. فيقول : الحمد لله. ويموت! وأي جمال في أن يصدر قرار بتعييني رئيسا لتحرير مجلة (آخر ساعة) فينشر هذا الخبر في الصفحة الأولى وفي صفحة الوفيات ينشر خبر آخر (شيعت امس جنازة والدة أنيس منصور).. وقبل ذلك عندما قرر الرئيس عبد الناصر فصلي من عملي رئيسا لتحرير مجلة الجيل ومدرسا للفلسفة بالجامعة، ولسنتين في الشارع! صحيح ان كل ما أصابني قد تحول الي كتب أدبية وصور فنية. ولولا الكتابة لكانت حياتي جنازة مستمرة وبكاء على الماضي الذي ليس جميلا. وفي براثن الماضي وتحت قدميه، لم اكن احلم بزمن جميل. بمستقبل مشرق.. وقد حاولت ونجحت أحيانا في أن أنسى. واذا حاولت ان اتذكر فلكي أعايش وأصور كل ذلك.. فكان القلم مثل مانعات الصواعق يمتصها ويهون من أمرها. وذهب الماضي وبقي الفن والأدب! فهل لم يكن في حياتي شيء جميل. كان كثيرا. وأسعدني ذلك. واختلطت الألوان بعضها ببعض.. ولم تكن هناك فواصل بين الأبيض والأسود كأصابع البيانو.. وانما كان الفارق بين غروب الشمس والليل.. والليل وشروق الشمس.. درجات لونية وصوتية وعطرية أيضا. وكانت لحظات الجمال فاكهة على مائدة الحياة.. تجيء قبل الوجبات وأثنائها وبعدها. وكما ان طعام الفاكهة ينسي بعضه بعضا، فكذلك الأيام الجميلة تمسحها الأحزان وتمسح هي الأحزان. وتكون ساعة سعادة اقوى وأعمق من سنة حزن وهمّ وغم.. بكيت عندما ماتت أمي، ولا أزال رغم اكثر من ثلاثين عاما. فهي لم تمت. ودمعتي على خدي في كل مرة اذكرها أو أتخيلها. وبكيت على موت الأساتذة العقاد وطه حسين والحكيم والأصدقاء يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس واغرورقت عيناي بالدموع على مورافيا ودير نمات وسارتر وهيدجر ومارلين مونرو.. وغيرهم.. وسيد درويش الذي أسعدنا وعبد الحليم حافظ وداليدا واديث بيافا، لم يعرفوا السعادة. ولكن أسعدوني.أنها حكمة ربنا: الشجرة التي نجلس في ظلها تحرقها أشعة الشمس.. فهي تمنحنا الظل الذي نفتقده، ففاقد الشيء يعطيه.. ربما كان صدور كتاب جديد، لحظة جميلة. وهي بالفعل كذلك. حتى صدور الكتاب يجيء بعد شهور من التعب.. ولا نكاد نفرح بالكتاب الجديد حتى ننشغل بكتاب آخر.. وتصبح فترة بين صدور كتاب وكتاب كفترة (الوحم) عند الأم متعددة الأطفال متوالية الولادة. فالجمال لحظة.. يوم.. أسبوع.. ولكن ليست زمانا طويلا عريضا كما يقول أو يتوهم الناس!
| |
|
قصة رجل حر عضو جديد
عدد المساهمات : 7 نقاط : 17 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/05/2009
| موضوع: رد: حقا وداعا الزمن الجميل الإثنين مايو 11, 2009 12:09 pm | |
| فعلا زمن جميل راح فى حالها بس ممكن اللى فى ايدنيا نرجعها بطريقتنا | |
|